وائل السنوسي يكتب: الدوحة أكرمت وباخ ردّ بالخيانة… الوجه الآخر لرئيس الأولمبية الدولية

في مشهد لا يخلو من الصدمة والحزن، يتحول توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، من ضيف مُكرَّم في الدوحة إلى مادة للسخرية والإذلال في بلاده، في واحدة من أكثر المفارقات إثارة واستفزازًا للمشاعر.

على مدار أسبوع كامل، حظي باخ في العاصمة القطرية بمعاملة تليق بالنبلاء، أجواء من الاحترام والرقي أحاطت به في كل تحركاته، خصوصًا خلال حضوره نهائيات بطولة العالم الرسمية، وسط حفاوة قطرية عربية بالغة، لم يُقابل بأي عداء رغم وقوفه العلني إلى جانب بيترا سورلينغ، ضد ابن البلد والمنطقة العربية خليل المهندي، بل على العكس، أُحيط بكل مظاهر الترحيب، وظلت الأبواب مفتوحة له، والسجاد مفروشًا تحت قدميه.

لكن المفاجأة جاءت بعد انتهاء الحدث، حين خرج باخ ومرشحته عبر قنواتهم غير المباشرة يروّجون لانعدام الأمان في الدوحة، تصريح ليس فقط بعيدًا عن الحقيقة، بل مشبع بالخيانة ونكران الجميل، ومجافٍ لكل ما قُدم له من حفاوة واستقبال كريم.

صمت باخ عن نفي تلك الادعاءات أطلق رصاصة في قلب الاحترام الذي استُقبل به، وأهان كل من وثق فيه وقدّره.

وما زاد الطين بلة، ما حدث له بعد عودته إلى بلاده، إذ فوجئ الجميع بصورة مهينة تُظهره جالسًا في أحد المقاهي، وقد أُلبس على رأسه “حفاضة أطفال” في مشهد عبثي نفّذه أحد أبناء بلده، ليختزل كل هذا الانحدار في رمزية قاسية.

صورة تحمل ألف رسالة، وربما ألف صفعة، على جبين رجل تخلّى عن الحياد، وسمح بمرور الإساءة، دون أن يفتح فمه لينفي أو يوضح.

لكن ما يحزن بحق، ليس موقفه السياسي، ولا دعمه لبيترا، ولا حتى صمته المريب، بل أن ما أُلبس له على رأسه كان حفاضًا جديدًا… في حين أن ما يستحقه بعد كل ما فعله، أنه كان يجب أن يكون مستعملاً.

 

إقرأ أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى