دكتور وليد الفيل يكتب: الملايين للاعبين والعمال مش لاقيين.. صرخة الغلابة فى نادى المليارات

عزيزى الكابتن محمود الخطيب:
من اللحظة اللى أعلنت فيها إنك تعبان ومحتاج ترتاح فى حفل تدشين الاستاد……..اتخذت قرار بعدم توجيه أى انتقادات خلال الفترة الباقية من عمر المجلس.
لكن بما إنك رجعت والحمد لله تمارس نشاطك فى النادى بشكل طبيعى ومنتظم …. بقى من حقنا – بل من واجبنا – لفت نظرك إنت ومجلسك المُوقَّر بسلبيات لا بُدّ من الإسراع فى علاجها ….
والحقيقة يا كابتن إن اهتمامك بالكرة ……وهو أمر بالطبع تُشكر عليه …..باعتبار إن الكرة هى اللى ساهمت بأكبر قدر فى صناعة مجد النادى وتاريخه ………لكن الاهتمام ده للأسف جه على حساب حاجات كتير تانية تسببت فى أضرار كتير للأعضاء والموظفين …….لكن حديثى معك اليوم حيقتصر على معاناة العمال والموظفين ……وخلِّى الأعضاء فى وقت تانى…….
كتبت لسيادتك مرات ومرات عن معاناة عمال وموظفى النادى وتدنى أجورهم ……والحاجة المُلحَّة لإعادة النظر فى هذه الأجور اللى لا تصل بالنسبة للغالبية إلى الحد الأدنى اللى حددته الدولة …….ولا تتناسب مع ظروف اقتصادية صعبة يئنّ الكل تحت ضغطها …..وخلينى كده أطلب من سيادتك تتخيل بعض المواقف …..
تخيل إنك موظف أو عامل دخل عليك العيد ومش عارف تشترى 3-4 كيلو لحمة..
أو إن عندك عيال فى مدارس محتاجين دروس برقم كل شهر وإنت مش عارف توفّرها
طب تخيل إنك بتصرف 70% من مرتبك فى المواصلات عشان تروح شغلك …….أو مضطر تشتغل شغلانتين أو تلاتة فى اليوم عشان تكفّى بيتك….
أو إن ابنك أو بنتك طلبوا منك حاجة ….وإحساسك بالقهر والعجز إنك مش عارف تنفّذها ….أو إنك لا قدّر الله تعبت ومضطر تتعالج على حسابك عشان مبلغ التأمين خَلُص…
أو تخيل إنك موظف فى مكان وأفنيت عمرك فيه أو قربت تطلع على المعاش …..وترقيتك واقفة وإنت مش فاهم ليه …وممكن تكون شايف واحد جه من بره ركبوه فوقيك وبيدّوا له مرتب ضعف اللى بتاخده…..
طب تخيل إنك شايف الناس اللى فوقيك عمالة بتزيد وبتاخد أضعاف أضعافك …….وإنت مهمَّش وماحدش شايفك …..ده غير الخوف المُسلّط عليك لو حاولت تفتح بقك وتشتكى….
فى النهاية تخيل بقى إن كل ده بيحصل وإنت شغال فى مؤسسة بتتباهى إن ميزانيتها دخلت فى المليارات …….وشايفها بتشترى لعيب جديد كل يوم تلات بتدفع فيه ملايين وبالدولار …..يا تُرى حيكون شعورك إيه؟؟؟؟؟ يا تُرى ممكن نطلب من العامل أو الموظف ده يكون عنده انتماء للمكان؟ أو يشتغل بضمير؟؟؟؟؟؟؟؟
يا كابتن:
خلينى أكلمك بالأرقام عشان تشوف إن المشكلة حلّها بسيط ……مرتبات العمال والموظفين 240 مليون جنيه فى السنة ….الرقم ده داخل فيه مرتبات المديرين والحبايب والناس اللى متفصِّل لها وظايف واللى مرتباتهم بتشكِّل نسبة كبيرة من الرقم ده ……وكمان شامل المكافآت والبدلات ….
لكن خلينا للتبسيط نفترض إن الرقم كله موجه للعمال والموظفين …..لو حبيّت سيادتك تزود الناس دى كلها 25%، الزيادة كلها حوالى 60 مليون فى السنة ……يعنى مليون دولار وشوية …وده مايجيش نص اللى اتدفع لموديست ……أو مرتب 4 شهور بندفعهم لكولر وهو قاعد بيستجم فى سويسرا ….يعنى رقم مش حايضلع النادى …. بس شوف حايفرِّج على كام بيت ……..وحايساعد كام أُسرة …
يا كابتن:
الموضوع بقى دمه تقيل من كتر الكلام فيه ……ومش حاكرر كلامى عن الظلم وآثاره ……..لكن حبيت أنبّهك إن ناس كتير بتستقيل من النادى أو بياخدوا أجازات عشان يدوروا على شغل بره ……والناس اللى فاضلة جايبة آخرها ……والتجاهل بقى خطر…….وأَخشَى عليك وعلى النادى من لحظة انفجار شايفها بتقرّب…..
يا كابتن: قيمة نجاح أى مجلس مش فى صفقاته بس ……ولا فى عدد بطولاته …..لكن كمان فى حب ورضا الناس المُنتمية ليه… والناس دى مش بس جمهور المدرج …….لكن كمان أعضاؤه وموظفينه اللى بيخدموه من جوّه بضمير كل يوم.
إدى للملف ده الاهتمام اللازم …..لأنك حاتُسأل عنه …..وحاتُحاسَب عليه …….والناس دى حاتُحاجِيك أمام الله بآلامهم وأوجاعهم ……وساعتها لا حاينفع بطولات حققتها ….ولا صفقات خلّصتها ..
يارب تسمع المرّة دى !!!!!!!!