انقلاب في الميركاتو السعودي: استراتيجية سعودية جديدة تهدد صفقة محمد صلاح

في تحول جذري يعيد رسم خريطة كرة القدم السعودية، بدأت الأندية في تغيير استراتيجيتها داخل سوق الانتقالات، مبتعدة عن سياسة جذب النجوم العالميين ذوي التكاليف الضخمة، ومتجهة إلى مشروع يعتمد على المواهب الشابة، في خطوة تشبه إعادة ضبط كاملة لمستقبل الدوري.
هذا التحول يأتي بعد سنوات من الإنفاق الهائل، وتحديدا بعد صيف 2023 الذي أنفقت فيه الأندية السعودية ما يقرب من مليار يورو لضم أسماء من الصف الأول مثل نيمار، رياض محرز، وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، لكن تقرير «Football Benchmark» كشف لاحقا أن هذه السياسة وضعت الأندية تحت عبئ مالي كبير، خصوصا مع عقود ضخمة وارتفاع تكاليف إنهاء التعاقدات.
وبحلول ديسمبر 2024، ارتفع متوسط أعمار لاعبي الدوري إلى 28.8 عاما، وهو رقم يتجاوز بكثير متوسط الدوريات الأوروبية الكبرى، مما عجل بضرورة إصلاح كبير في طريقة العمل.
وخلال موسم 2024-2025، خفضت الأندية السعودية ميزانية الإنفاق على الصفقات إلى النصف تقريبا، ووجهت تركيزها إلى لاعبين لا يتجاوز متوسط أعمارهم 24.6 سنة، ويشير التقرير إلى أن اللوائح التي تم فرضها عام 2023، مثل تقليص عدد اللاعبين وخفض سقف الأعمار، دفعت الأندية نحو المواهب الشابة، خاصة في ظل امتلاء مقاعد اللاعبين الأجانب.
وشهدت سوق انتقالات يناير 2025 بداية خروج “الجيل القديم” من النجوم، أبرزهم نيمار دا سيلفا، سيكو فوفانا، أندرسون تاليسكا، ما فتح باب التساؤلات حول مدى قدرة الدوري السعودي على الاستمرار في سياسة الصفقات الثقيلة للاعبين المخضرمين.
ورغم نجاح بعض الصفقات الواعدة مثل انضمام جون دوران من أستون فيلا، إلا أن معظم التعاقدات تحت 23 عاما جاءت من دوريات أقل بروزا، مثل الدرجة الثانية الإسبانية أو فرق الرديف مثل برشلونة B، ما يعكس التحدي الذي يواجهه الدوري في جذب المواهب الأوروبية الكبرى.
وترغب المملكة في بناء دوري قوي استعدادا لاستضافة كأس العالم 2034، مما يجعل التوازن بين استقطاب لاعبين دوليين وتطوير المواهب المحلية تحديا محوريا للسنوات المقبلة.

ما علاقة محمد صلاح؟
في ظل هذا التوجه الجديد، أصبحت التعاقدات مع اللاعبين فوق سن الثلاثين — مهما كانت نجوميتهم — خارج الأولويات، وهذا يعني أن احتمال انتقال محمد صلاح إلى الدوري السعودي، رغم كونه هدفا مستمرا في السنوات الماضية، أصبح أقل واقعية اليوم مع سيطرة استراتيجية “الشباب أولا” على القرار الرياضي.








